أخبرني يا من تحبه نفسي
أين ترعى؟
أين تربض عند الظهيرة؟
أين أحبابك؟
لماذا تكون الكنيسة
مُقَنَّعةً
عند قِطعان ِ أصحابك؟
اخلع قناعيَ القديم
علّمني السفور
امسك ذراعي المنهك
فك لي
شفرة النور
خذني إلى حيث يذهب هواك
اجعلني خاتماً على قلبك
واحملني إلى هناك
إلى الأبَرص المنبوذ يصرخ
نجسًٌٍَ نجسْ
إلى مريضٍِ بالفيروس قلبه
من اليأس قد يئس
خذني إلى حيث يصرخ
من أنت؟
فمنذ سنوات مضت
لم يلمسْ جلدي أحد
كيف لمسته؟
قد ظننته قد مات
فقد تقرح
وتقرحت
طبقات القلبِ تحته
كيف لمسته؟
لمستك
كيف كست
عورة القلب
وكيف ضمدت
وخزة الاستبعاد
ومرارة الاحتياج
فخذني إلى هناك!
إلى طفلة مزواجة
تموتُ من العطش
هنا عند بئر المياه
رأت عيناك ثاقبة
عَطشَتها للحياة
ومحاولاتٍ يائسة
تستعطف الارتواء
خذني إلى حيث في شك تهمس:
من أنت؟
وكأنك هبطت من العلاء
كيف تكلمني؟
والكل عني قد ابتعد
كيف تُلامس عقلي؟
وقد أيقنت إني..
فقط جسد!
كيف صارت الكلمات ماءً
يروي ويغسل
جفاف السنوات العجاف
وتراث الانتهاك؟
خذني إلى هناك
إلى قائد لمائة
يشعر بالضآلة
يحتاج إلى الأمان
خذني إلى حيث يُصرِّح:
ها قد وجدت حقيقة َ السلطان
ليس في الصوت العالي
وسطوة النفوذ ْ
ليس فيمن يغالي
وفيمن يفوز
أعطاك عصا القيادة
ووقف يشاهد
كيف لغلام بسيط
يَخضعُ الموتُ المعاند
بكلمة فقط
ذهبتَ إلى هناك
هرب المرض
و تساقط الارتباك
خذني إلى هناك!
إلى من غطوها بملاءة
وجرّوها على الأحجار
كست عيناك عورتها
بظل من الأشجار
سقطت أحجارهم فجأة
إذ احتاجوا الأيادي
لتحمل صخوراً من العار
لا يراها الناس
يترنحون ابتعاداً
عن مسرح الأحداث
خذني إلى حيث ترفع
زميلتي هذه عيناها
مغسولة بالدموع
وبصوت أجش
مثل صوتي
من طول الصراخ
وقرصة الجوع
كلهم ذهبوا
لم يُدِنّي أحد
أنت المستحق وحدك
أن تقيمَ عليّ الحد
كيف انتصرتَ
كيف سترتها عيناك
وكيف بها عبرتَ
من بوابة الهلاك
خذني إلى هناك!
إلى قصير القامة
عالي المقام
كهل يبحث عن أبوه
ينادي في السوق
ألم تروه!
لا أريد أن أعيش لقيطاً ثرياً
أدفع نِصفَ ثروتي الآنْ
و أريد أبا
أريد الأمان
أريد الحقيقة
أريد الإيمان
خذني إلى حيث وقف
وسط وليمة العشاء
لا ليقترح نخباً
ويتاجر بالأقوال
وإنما ليقول
أنا لص
سوف أرد الأموال
كيف أعدت تأهيله
بوجبة عشاء
و كلمات الانتماء
كيف رددت القلب
بدردشة
حول طبق من حساء
وغسل بعد العشاء يداه
من شهوة الامتلاك
خذني إلي هناك!
إلى شاب يحترف النجاح
يحمل درجة علمية
في فنون الاقتصاد
يتابع باهتمام
الارتفاع والانخفاض
في أسهم البورصة
يحلم بالثراء
ويعبد الفرصة
في ركن بعيد
من قلبه النابض
لا يرضى
ويقول ما الفائدة؟
فالأرقام تهزمها الأرقام
والأحلام يهدمها التحقيق
خذني إلى حيث يتساءل
ماذا أفعل؟
إلى حيث نظرت إليه وأحببته!
وهو لا يحب حتى نفسه.
قلتَ أعدك بحياة أفضل
دُرْ في الحياة دورتها وسوف تعود
لتجدني أنتظرك
عندما الشمس تعود
ستجدني هناك
مع الطفلة العاملة القاهرية
مع قاهرة العار السامرية
مع التاجر الشاطر الكافر بالمال
مع رجل الدولة الباحث عن الكمال
مع مريض الإيدز الحالم بالنضال
مع رجل يصارع كيلا يمارس...
الجنس مع الرجال
مع كل هؤلاء ستعود
وتجدني هناك
أنا أيضاً
أريد يا أبتِ
أن أكون هناك
أوسم وصفي
يونيو 2006