Tuesday, May 29, 2007

فوق الصليب

فوق كتف الصليب

لحم

من نفس لون لحمي

ودم

هو فصيلة دمي

وتحت الصليب أم

تشبه في البكا أمي

وناس من نفس الطين

ناس من نَفَس ف طين

القتيل والمقتولين

تحت نفس الهموم

والعدم والهدوم

محبوسين

على عود إنصلب

لجل ما ينصلب

عودي

والحضن مفرود

والحب ممدود

يقول يا شمس الحياة

بكرة أشرقي

عودي

وإحلم ياطين موعود

حققت لك بالموت

كل وعودي

برة أسوار المدينة

عند أكوام الزبالة

نقطة ماتشوفهاش المدينة

نقطة عدم واستحالة

هي دي نقطة عمايا

والعمى ألعن صفاتي

فجأة وف ليل المدينة

تبقى دي نقطة حياتي

كتب كتير اتسطرت

عن الصليب

و المصلوب

مافاهمش منهم أي حاجة

غير أني لقيت في يوم عجيب

في القلب إبتدت حاجة

سكة

سكة توصل للحياة

حياة ليها الحياة مشتاقة

سكة بتسأل أسئلة

وتجاوب على قد الحاجة

لكن في لحظة ممكنة

فيه ومنه وليه

أصبحت

كل حاجة !

من فوق الصليب يصرخ

خضوع مليان بثورة

كسرة الحب البريء

نصرة القلب الصديق

كلمة حرة

نفسي أخضع للصليب

نفسي أثور ثورة حبيب

نفسي لما الجسد يدوب

أشوفه

ولو مرة

جسدي ستارة مضلمة

جسدي ده سور

إزرع صليبك في العمى

شق لي فتحة و نور

ولما أسلم روحي في الغروب

ينشق مني الحجاب

تنفتح لي طاقة حياة

ينتهي مني العذاب

أوسم وصفي

ا لجمعة العظيمة 17/ 4/ ‏1998‏




يتراجع الصيف

تهب نسمات الخريف العذبة

رعشة الوعي بصغر الكيان

و عذوبة الرهبة

لم تعد ا لشمس كما كانت متبجحة

غطت صدرها العاري

كفت أشعتها الفاضحة

عن كشف أعماق خجلي

المستتر بسنوات عمري القليلة

صارت اليوم ودودة محتشمة

أستطيع أن أنظر إليها لحظة أطول

العودة للمدرسة

رائحة بري القلم الرصاص

متوسط السعر

و شطيرة لم تؤكل طازجة

امتزجت بها رائحة الألوان الخشبية

ورائحة الارتباك

والهوية التي تصنعها العلامات

ورغبة في الصحبة

وميل فطري للشجن

ورفض الأقران

و محدودية الألوان

في صورة "عودة الرئيس إلى أرض الوطن."

الممحاة ذات الرائحة الجميلة

حلم صغير لا يؤلم

يداعب الأيام الرتيبة

يستحلف الشمس الرطيبة

أن يمر النهار ولا تظلم

علبة أدوات الهندسة المعدنية

لا تتنازل في أبعادها

صامدة بين الكتب المدرسية

كحلم القوة

واستقامة الأركان

وسط الزحام

وليّ الأمر

الجاهل بالأمر

يفيض قلبه حباً

في مكان بعيد

في الليل الشتوي القارص

وفي دفء منزلي مصطنع

رداء النوم القطني

يستر الجسد بإحكام

ويكشف عورة الوحدة

طريق المدرسة الترابيّ

ودقائق الفسحة

فرصة لأسئلة الوجود الوقحة

لم تستح أن تغتصب عقلاً صغيراً

وتعريّ أمام عينيه الواسعتين فجأة

كل أعضاء الحيرة الفجة

نساءُ

احترفن الانتهار

تم تطعيمهن في الطفولة

ضد جرثومة الرحمة

واقتطعت منهن مع الختان

بنصل الأيام والأحجار

مساحات من الحنان

على الجدران العتيقة

تكثفت أحلام الأطفال

تتضاءل طفولتهم كل يوم

أمام بواب المدرسة العجوز

والباب الحديدي الأسود

ليست لديه استثناءات

أغلق الباب...

بدأ الطابور...

بين من هم في الداخل

وبينك هوة هائلة

دونها العمر

ومأساة الإنسان

ولا نشاطركم الأحزان

جذوة اللذة المختبئة

بين ثنايا ثوب النوم القطني

حق مشروع

في مضاجعة الذنب كل ليلة

والسماء في الصباح

لم تزل زرقاء

والسحب غسلتها الأمطار

في المدينة القروية الباردة

ناصعة البياض

فوق بيوت متشحة بالسواد

حتى الغيوم

في تلك المدينة القروية

لم تكن تعرف أن تنوء

سوى بذلك الذنب الطفلي البريء

في شتاها الممطر أحلاماً

لا تستهدف التحقيق

وسط كل هذا

بزغ نور

أرهق التصديق:

للحياة معنى

ولك يدان

وقلبك العجوز الطفل

قد تنبت فيه الآن

بين أشواك الشك

وصحاري من سأم المكان

بذرة الأيمان

احتفل المكان

أخرج الظلام من خزانته

علبة الألوان

كثيرة الألوان

ظلال البيوت صارت لها جدارن

رائحة النجيل

في الجزيرة الوسطى

للشارع الوحيد الواسع

في المدينة القروية

صارت عنواناً للفرحة

أشهرت الغيوم

إيمانها بالشمس

صاهر الكون بعضه

تلامست أعضاء الجسم

بلا ذنب

بعد سنوات

من مفاوضات وتنازلات

تولّد برعم من إبط زهرة ميتة

قال لنذهب

عار ألا ننادي به

و هو الذي

صالح سحب مدينتي البيضاء

بطينها الوديع

و خفياتي الشتوية

بظهور الربيع

أوسم وصفي

أكتوبر 2004

Sunday, May 27, 2007

أبجدية الحرية



في البدءِ كان الكلمةُ

وكان فيه كل الكلامِ

فيه كانت الحياةُ

مصنعاً للأحلامِ

جلس على ناصية الأزل

يصنع الكواكبْ

يتكلم أودية ً

يتنهد ُ السحابَ

ثم يراقبْ

ثم يعودُ يبتكرُ الأطفالَ والزرعَ

حين يتثائبْ

والكلمةُ صارَ جسدا ً

وقعَ في عِشق ِ الخليقة ْ

اقتربَ من الإنسان أبدا ً

ليلمس بأنامله ُ القوية ْ

هشاشة الحقيقة ْ

ليرصدَ رَجفة َ العَصبِ

ويعبرَ من فُوَّّهة الشريانْ

ليترجمَ إلى لغةٍ صديقة ْ

شفرةَ الحنانْ

صدمَ صناديقَ عقولِنا المغلقة ْ

متساويةَُ الأضلاعْ

بدائرة الحقيقة

النابضة ُ بالمياه

لِتَنْبُتَ يَرَقاتُ العقول ِ العتيقة ْ

مُوَشَحَة ً بالأوجاعْ

فراشاتُ الحياة ْ

كيفَ أضََعُ في أدراجِيَ الخشبية ْ

صانعَ الأفلاك ْ

كيفَ مَنْ صَعِدَ إلى العَلاء ِ

كانَ قدْ نَزَلْ

وهو دائما ً هناكْ!

كيفَ يكونُ هُناكَ وهُنا

ابنا ً للإلهِ والإنسانْ

نحنُ لا يجتمعُ في عَقلِناْ

الضعفُ مع العنفوانْ

حلَّ بيننا ْ

غَشِيَ بَيْتَنَا

قالَ لنا

نفسَ الكلماتِ الأبدية ْ

كلماتٌ تأمر الرياحْ

وتعَلـِّـمُُ الشجرَ الإخْضِرَارْ

تَرسِمُ مَسَارَاتِ الإنهار ِ

وبسمة َ الصباح ِ الوردية ْ

تـُعلـِّمُ عَبدا ً مِثليْ

مولودٌ في الأسر ِ

أبجدية َ الحرية ْ

أوسم وصفي

يونيو 2006