في البدءِ كان الكلمةُ
وكان فيه كل الكلامِ
فيه كانت الحياةُ
مصنعاً للأحلامِ
جلس على ناصية الأزل
يصنع الكواكبْ
يتكلم أودية ً
يتنهد ُ السحابَ
ثم يراقبْ
ثم يعودُ يبتكرُ الأطفالَ والزرعَ
حين يتثائبْ
والكلمةُ صارَ جسدا ً
وقعَ في عِشق ِ الخليقة ْ
اقتربَ من الإنسان أبدا ً
ليلمس بأنامله ُ القوية ْ
هشاشة الحقيقة ْ
ليرصدَ رَجفة َ العَصبِ
ويعبرَ من فُوَّّهة الشريانْ
ليترجمَ إلى لغةٍ صديقة ْ
شفرةَ الحنانْ
صدمَ صناديقَ عقولِنا المغلقة ْ
متساويةَُ الأضلاعْ
بدائرة الحقيقة
النابضة ُ بالمياه
لِتَنْبُتَ يَرَقاتُ العقول ِ العتيقة ْ
مُوَشَحَة ً بالأوجاعْ
فراشاتُ الحياة ْ
كيفَ أضََعُ في أدراجِيَ الخشبية ْ
صانعَ الأفلاك ْ
كيفَ مَنْ صَعِدَ إلى العَلاء ِ
كانَ قدْ نَزَلْ
وهو دائما ً هناكْ!
كيفَ يكونُ هُناكَ وهُنا
ابنا ً للإلهِ والإنسانْ
نحنُ لا يجتمعُ في عَقلِناْ
الضعفُ مع العنفوانْ
حلَّ بيننا ْ
غَشِيَ بَيْتَنَا
قالَ لنا
نفسَ الكلماتِ الأبدية ْ
كلماتٌ تأمر الرياحْ
وتعَلـِّـمُُ الشجرَ الإخْضِرَارْ
تَرسِمُ مَسَارَاتِ الإنهار ِ
وبسمة َ الصباح ِ الوردية ْ
تـُعلـِّمُ عَبدا ً مِثليْ
مولودٌ في الأسر ِ
أبجدية َ الحرية ْ
أوسم وصفي
يونيو 2006
1 comment:
لماذا يتوقف وحي الشعر ويحرمنا من الخلق ؟ هل لازلت تكتب شعر يا ترى؟
Post a Comment